ضمان الشيخوخة في لبنان ـ آن الأوان
«مات فهمان وفي قلبه حسرة...». اعتُمدت تلك العبارة لتكون كلام صورة الممثل الراحل محمود مبسوط التي أضيفت إلى البوم صورٍ لعدد من المسنين، تعرضه مجموعة على موقع «فايسبوك»، تحمل اسم «ضمان الشيخوخة في لبنان - آن الأوان». فها هي مجموعة من الناشطين الشباب تتحرك على الموقع لتطلق حملتها من أجل المطالبة بإقرار ضمان الشيخوخة، من خلال جمع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء.
تكتظّ المجموعة بصور تعبّر عن حالة المسنين تحت شعار «شايف حالك بعمر 64 ومن دون أي ضمانات؟ وما تقول: شو وقّفت عليّ؟... وقفت عليّ وعليك إنو نطالب بحقّنا، من دون ما ننسى واجباتنا تجاه وطنّا».
هنا، يتبنى الشباب لسان حال أجدادهم، لايصال صرختهم الى المعنيين، فيشنّون حملة على هؤلاء مؤكدين أن «هدف المجموعة هو صون كرامة كل مواطن بلغ 64 من عمره من خلال حصوله على معاش تقاعدي مع البطاقة الصحيّة المجّانية». ويشرح أصحاب المجموعة عن عدم وجود «أي أهداف أخرى للحملة، فهذه المجموعة تخصّ كلّ اللبنانيين مهما كانت توجهاتهم السياسيّة، كما أنها صوت كلّ موظف وعامل وممثل وحرفي وسائق، وكرامتنا ليس لها لون، ولن يكون لها».
وتشهد المجموعة حركة ناشطة يقدم عليها كل من يدعم الحملة، سواء في لبنان أو في المهجر. فيدوّن هؤلاء أنهم «نريد فرض حقوقهم على الدولة، ونؤمن أنهم قادرون من خلال وحدتهم وجدّيتهم في السعي، على تأمين مستقبل لأولادهم، فلا عدالة أو سلام حقيقي من دون عدالة اجتماعية تحفظ حقوق الدولة والمواطن».
وما الذي تنتظره المجموعة كنتيجة أولى لحملتها؟ «نريد مسؤولاً واحداً، ولو لمرّة واحدة، يعقد مؤتمراً صحافياً يتناول فيه مشروع ضمان الشيخوخة». فبرأيهم، «لقد تعبنا من التراشق السياسي، وآن الأوان أن نقول لهم جميعا أقرّوا حقنا أن نعيش ونكبر ونموت بكرامة، ثم تراشقوا ما شئتم».
وتستمر الحملة على السياسيين، من خلال طرح عملية مقايضة: «حقّ أهلنا وأولادنا، في مقابل أصواتنا في الانتخابات النيابية، وادعموا حقّنا وإلا فلماذا ندعم سياساتكم؟».
ضمن الصور المعروضة، تحضر مجموعة كبيرة من صور، تمسك فيها أيدي الرضّع بأيدي المسنين، والرسالة من الصور واضحة وبسيطة: «عندما كنا أطفالاً، كانت أيديهم تحمينا، اليوم وقد كبروا ماذا نفعل بأيدينا لنحميهم؟».
وترد رسالة ثانية تدعو إلى «تشابك الأيدي لمنحهم شيخوخة لائقة بدلاً من أن نتشابك بالمواقف والسياسة واللامبالاة فننتزع منهم كرامتهم التي تعبوا من أجل منحنا إياها».
أما الرسالة الثالثة والأهم فهي «دعم الموقع وجعله صرخة حقّ لا تتعب، إن الحصول على حقّنا يبدأ عن طريق التزامنا بأهدافنا والعمل عليها بطريقة جديّة ومستمرّة وبكل الوسائل التي يتيحها القانون لنا».
ويمكن اعتبار الحملة على الموقع ضوءاً يسلّط على واقع المسنين المرير، وعلى المطالبة بإقرار قانون الشيخوخة.
ويذكر أن الموقع بات يتضمن، اليوم، عشرات المجموعات التي تدعو إلى إقرار قوانين مرمية مذكراتها في أدراج الحكومة.. علماً بأن العشرات من نواب الأمة حاضرين على الموقع، ولربما أيدوا هذا القانون أو ذاك بكبسة زر» لايك» على الموقع، لكنهم لم يتكبدوا عناء إخراجه من الدرج إلى قاعة المجلس الذي ينتظر منه التغيير.. إلى الأفضل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق