آخر الأخبار

التمسك بقدسية يوم الجمعة ليس تعصب ، بل هو هوية رأي و معتقد



الكاتبة : كاملة رعد

الإنفتاح الفكري و حرية التعبير و المعتقد ليس في ترك حرمة نهار الجمعة و إعطائه للسبت، بل في التمسك بحرية معتقدي كما سمحت لغيري بالتمسك بها إيماناً مني بأني في بلدٍ عادل يحترمُ الفكر ، ولكن الصادم في الأمر أن يأتيك أناس من الطائفة المسلمة ليقولوا لك أنك متعصب بسبب تمسكك بقدسية يوم الجمعة ، لا يا عزيزي هذا ليس تعصب هذه حرية مطلقة في إبداء الرأي و المعتقد دون خجل أو ضعف كما سمحت لغيري من باقي الطوائف بإبداء تمسكهم بحرمة يومهم المقدس، وإلا فلماذا تنعتون لبنان ببلد الديموقراطية إن كان تمسكي بديني غير مسموح ؟؟؟؟؟؟

نحن لا نؤثر حريتنا على حرية الآخرين بل نريدها كما أعطيناها لغيرنا و لا أعتقد بأن الطوائف الأخرى لديها أي اعتراض على تمسكي بديني كما أنا ليس لدي ذلك .

وأريد التنويه بأن لبنان بلد التعددية الطائفية و المذهبية و بناءً عليه لم يكن في وسع الدولة اللبنانية سوى احترام هذا التعدد في جميع المجالات الحياتية لأننا لا نريد العودة إلى ما عانينا منه في السابق من حروب طائفية ، والدليل على ذلك و على سبيل المثال كل الوظائف في لبنان و المراتب الأمنية و السياسية تحترم التوزيع الطائفي و لم نكن يوماً معترضين على ذلك و لكن ما حصل بما يخص اعتبار السبت هو يوم عطلة بدل الجمعة لم يراعي هذا التوزيع الذي عملت الدولة منذ عقود على عدم المساس به اجتناباً للاصطدامات الطائفية ،

وهذا إن دلّ فإنه يدل على أمرين :
1 - إما على عدم نضوج لدى زعيم الطائفة السنية في قراءة الواقع .

2 - وإما على سياسة تهدف إلى غاية تخريبية في البلد .

الأديان لها طابع خاص يفرض علينا عدم المساس بها لأنها معتقد متجذرٌ و هوية فكرية متأصلة  لا يمكن نزعها بسهولة لذلك فالمساس بها لا يندرج تحت اسم الانفتاح لأنها كالقنبلة الموقوتة تنفجر في لحظة لتعيد البلد إلى ما قبل الجاهلية، وعندها لا ينفع الندم ، لذلك على المسؤولين عدم اتخاذ قرار مماثل دون التفكير جيداً في عواقبه ليس من باب الانغلاق و لكن من باب الحذر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.